في السـفر
وَحِينَ نَامَت الشُّجونُ فَوقَ لَيلِنَا
وأَسْبَلَت جُفونَهَا النُّجوم
وافتَقَدَت عُيونُنَا القَمَر ؛
تَبَيّنَت لَنا مَقَاصِدُ المَسَاء
وتَاهَت الخُطَى
في صَحوَةِ الآلامِ في السَّفر
ـــــــــــ
أَهيمُ فَوقَ سَاحَةٍ مِن اللَّهيب
تُغرِقُنِي فَواتِحُ التَّأمُّلِ الرَّهيب
وهَاجِسٌ كمِخلَبِ الوُحوش
يَخُوضُ في الفُؤاد
يرسُمُ وَجهَ وِحدَتِي بِغَائِرِ النُّقوش
وَصورَةٌ عَتِيقَةُ المَلامِح
تَسكُنُ في الجَوانِح
لطِفلَةٍ عَشقتُ وَجهَهَا
وكُنتُ ذَات لَيلةٍ أَركُضُ حَولَها
لَكنَّها مَضَت
وخَلَّفت وَراءَهَا حَياتِيَ المَهجُورَة
ولا تَزالُ الصُّورَة ..
أُنشُودَتِي في رِحلَةِ السَّهر
وقِصَّتِي التي رَوَيتُها عَلى مَسامِعِ المَسَاء
فَرَقَّ لِي الحَجَر
ـــــــــــ
يا أيها المجنون ..
كم مرت الأزمان
وَجَاست القُرونُ فَوقَ جِسمِكَ النَّحِيل
والتَهَم التُّرابُ مُقلَتَيك ؛
وأَلتَقِيكَ نَائِماً عَلى وِسادَتِي !..لماذا ؟
وأَلتَقِيكَ فِي خَواطِرِي !..لماذا؟
وفِي يَدَيكَ نَبضُ قَلبِيَ الِمسكِين
تَنثُرُه .. تُضَيِّعُه ..
تَمنَحُهُ لِذَاكَ أَو لِهَذَا !!
لماذا؟!.....لماذا؟!
ـــــــــــ
وَعِندَمَا يَلفظُنا المَساءُ فَوقَ سَاحَةِ الصَّباح ؛
نَهيمُ بَينَ هَذِهِ الوُجُوه
تُدرِكُنَا .. نُدرِكُهَا
لكِنَّنا نَتُوه !
وَتَنطَوِي السَّاعاتُ دُونَ أَن نَعِي نَمسِكُهَا
وَينْزِفُ الغُروبُ في السَّماء
يَغِيبُ عَن عُيونِنَا القَمَر
وتَنطَوِي الخُطَى
في صَحوَةِ الآلامِ فِي السَّفر ......